{ وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } ما عظموا الله حق عظمته { إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ } من النبيين { مِّن شَيْءٍ } من كتاب نزلت هذه الآية في مالك بن الصيف اليهودي قال ما أنزل الله على بشر من شيء { قُلْ } يا محمد لمالك { مَنْ أَنزَلَ ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَىٰ نُوراً } بياناً وضياء { وَهُدًى لِّلنَّاسِ } من الضلالة { تَجْعَلُونَهُ } تكتبونه { قَرَاطِيسَ } في قراطيس أي في الصحف { تُبْدُونَهَا } تظهرون كثيراً ما ليس فيه صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته { وَتُخْفُونَ كَثِيراً } يعني تكتمون كثيراً ما فيه صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته { وَعُلِّمْتُمْ } من الأحكام والحدود والحلال والحرام وصفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته في الكتاب { مَّا لَمْ تَعْلَمُوۤاْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ } من قبل من الأحكام والحدود فإن أجابوك وقالوا الله أنزل وإلا { قُلِ ٱللَّهُ } أنزل { ثُمَّ ذَرْهُمْ } اتركهم { فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ } في باطلهم يعمهون يخوضون ويكذبون { وَهَـٰذَا كِتَابٌ } يعني القرآن { أَنزَلْنَاهُ } جبريل به { مُبَارَكٌ } فيه المغفرة و الرحمة لمن آمن به { مُّصَدِّقُ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } موافق للتوراة والإنجيل والزبور وسائر الكتب بالتوحيد وصفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته { وَلِتُنذِرَ } تخوف بالقرآن { أُمَّ ٱلْقُرَىٰ } يعني أهل مكة ويقال أم القرى عظيمة القرى ويقال إنما سميت أم القرى لأن الأرض دحيت من تحتها { وَمَنْ حَوْلَهَا } من سائر البلدان { وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت ونعيم الجنة { يُؤْمِنُونَ بِهِ } بمحمد والقرآن { وَهُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ } على أوقات صلواتهم الخمس { يُحَافِظُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ } أعتى وأجرأ { مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ } اختلق { عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ } ما أنزل الله على بشر من شيء وهو مالك بن الصيف أو قال يعني ومن قال { أُوْحِيَ إِلَيَّ } كتاب { وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ } من الكتاب وهو مسيلمة الكذاب { وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنَزلَ ٱللَّهُ } سأقول مثل ما يقول محمد صلى الله عليه وسلم وهو عبد الله بن سعد بن أبي سرح { وَلَوْ تَرَىۤ } يا محمد { إِذِ ٱلظَّالِمُونَ } المشركون والمنافقون يوم بدر { فِي غَمَرَاتِ ٱلْمَوْتِ } في نزعات الموت وغشيانه { وَٱلْمَلاۤئِكَةُ بَاسِطُوۤاْ أَيْدِيهِمْ } ضاربو أيديهم إلى أرواحهم { أَخْرِجُوۤاْ } أي يقولون أخرجوا { أَنفُسَكُمُ } أرواحكم { ٱلْيَوْمَ } يوم بدر ويقال يوم القيامة { تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ } الشديد { بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ } ما ليس بحق.
{ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ } عن محمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { تَسْتَكْبِرُونَ } أي تتعظمون عن الإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام في الدنيا { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ } صفر بلا مال ولا ولد { كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } في الدنيا بلا مال ولا ولد { وَتَرَكْتُمْ } خلفتم { مَّا خَوَّلْنَاكُمْ } أعطيناكم { وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ } خلف ظهوركم في الدنيا { وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ } لكم { شُفَعَآءَكُمُ } آلهتكم { ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ } لكم { شُرَكَآءُ } شفعاء { لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } وصلكم يعني ما كان بينكم من الوصل والود { وَضَلَّ عَنكُم } اشتغل عنكم بأنفسها { مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } تعبدون وتقولون إنها شفعاؤكم يعني الأصنام.