{ إنَّ الذين يحبون أن تشيع الفاحشة } يفشوَ الزِّنا { في الذين آمنوا لهم عذاب
أليمٌ } وهم المنافقون كانوا يشيعون هذا الكذب، ويطلبون العيب للمؤمنين، وأن
يكثر فيهم الزِّنا.
{ ولولا فضل الله عليكم ورحمته } لعجَّل لكم الذي تستحقُّونه من العقوبة.
{ ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى } ما صلح وطهر من هذا الذَّنب أحد
{ منكم } يعني: من الذين خاضوا فيه { ولكنَّ الله يزكي مَنْ يشاء } يُطهِّر مَنْ يشاء
من الإِثم والذَّنب بالرَّحمة والمغفرة.
{ ولا يأتل } ولا يحلف { أولو الفضل منكم والسعة } يعني أبا بكر الصديق
رضي الله عنه { أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله }
يعني: مسطحاً، وكان مسكيناً مهاجراً وكان ابن خالة أبي بكر، وكان قد حلف أن
لا ينفق عليه ولا يُؤتيه شيئاً. { وليعفوا وليصفحوا } عنهم لخوضهم في حديث
عائشة { ألا تحبون أن يغفر الله لكم } فلمَّا نزلت هذه الآية قال أبو بكر الصديق:
بلى، أنا أحبُّ أن يغفر الله لي، ورَجَع إلى مسطح بنفقته التي كان ينفق عليه.
{ إنَّ الذين يرمون المحصنات الغافلات } عن الفواحش، كغفلة عائشة رضي الله
عنها عمَّا قذفت به { لعنوا } عُذِّبوا { في الدنيا } بالجلد { و } في { الآخرة }
بالنَّار.
{ يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون } وقوله:
{ يوفيهم الله دينهم الحق } أي: جزاءهم الواجب { ويعلمون أنَّ الله هو الحق
المبين } لأنَّه قد بيَّن لهم حقيقة ما كان يعدهم به في الدُّنيا.
{ الخبيثات } من القول. وقيل: من النِّساء { للخبيثين } من الرِّجال { والخبيثون }
من النَّاس { للخبيثات } من القول. وقيل: من النِّساء { والطيبات } من القول.
وقيل: من النِّساء { للطيبين } من النَّاس { والطيبون } من النَّاس { للطيبات } من
القول. وقيل: من النَّاس. { أولئك } يعني: عائشة وصفوان { مبرَّؤون مما
يقولون } يقوله أهل الخبث والقاذفون.
{ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا } تستأذنوا
{ وتسلموا على أهلها } وهو أن يقول: السَّلام عليكم، أَأَدخلُ؟
{ فإن لم تجدوا فيها } في البيوت { أحداً } يأذن لكم في دخولها { فلا تدخلوها
حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا } انصرفوا { فارجعوا } ولا تقفوا على أبوابهم
{ هو } أي: الرُّجوع { أزكى لكم } أطهر لكم وأصلح، فلمَّا نزلت هذه الآية قيل:
يا رسول الله، أفرأيت الخانات والمساكن في الطَّريق ليس فيها ساكن؟ فأنزل الله
سبحانه:
{ ليس علكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة } بغير استئذانٍ { فيها متاع }
منفعةٌ { لكم } في قضاء حاجةٍ، أو نزولٍ وغيره.
{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } يكفُّوها عن النَّظر إلى ما لا يحلُّ { ويحفظوا
فروجهم } عن مَنْ لا يحلُّ. وقيل: يستروها حتى لا تظهر.